22 مارس 2021
إلـــــــــى
السيــــد وزيــــر الصحــــة المحتــــرم
الموضوع: من دواهي الأمور وما يٌنَغّص الحياة المهنية للأطباء مــا يستـدعـــي تـدخُّـلـكـــم فــوراً قبــل فــوات الأوان
تحية احترام وسلام بوجود مولانا الإمام
نُراسلكم اليوم سيدي وزير الصحة وقد طفح كيلُ طبيب القطاع العمومي من تجاهل الحكومة لمطالبه المشروعة باعترافكم، ومن إقصاءه من تسوية ملفاته العالقة على غرار باقي الفئات في الوظيفة العمومية.
إن الوضعية الكارثية التي يجد الطبيب بالقطاع العام نفسه في ظلها، صارت عصية على الفهم والتحليل، وتٌساءِلٌكم كوزير مسؤول عن قطاع الصحة، عن دوركم في إيجاد حل عاجل خصوصاً في الأولويات التالية:
أولاً: الاستجابة للملف المطلبي “بأولوياته” الذي عمر طويلاً، وتوضيح دواعي تأخير تفعيل بنود الاتفاق الأخير ل6غشت 2020 حول تخويل الرقم الاستدلالي 509 بتعويضاته…
فكما تعهد الأطباء والصيادلة وجراحو الأسنان، مٌواصلة إنجاح كل المجهودات المبذولة لمحاربة كوفيد19، فإنهم مدفوعون اليوم مُرْغَمِين أمام التجاهل الحكومي لهم إلى إحياء ذكرى 25 ماي مٌزَمْجِرةً احتجاجاً على مٌضي 10 سنوات من خيبات الأمل.
ثانياً: تفعيل كل الانتقالات الموقوفة التنفيذ من 2018 ويزيد، وهو حيفٌ يندى له الجبين ويشيب لها الوليد، لأن المشكل فاق الوصف وتخطى حدود الصبر، فتعمد الكثيرون “معذورين” الانقطاع عن العمل ليُعْـتـبروا في حالة ترك الوظيفة (الفصل 75 مكرر من قانون الوظيفة العمومية) وشرط المُعوض لا يتحقق، ومُباريات توظيف لا يستجاب لها، وأسلاك الوظيفة العمومية للصحة لا ينجذب لها أحد، بل لا ينخدع لها أحد.
فإلـــى متـــى وعـدة أقاليـم تَـتـَصحـَّرُ طبياً، ومسؤوليـن إقليمييـن وجهوييـن للإدارة الصحيـة لا يُحركون ساكنا ويتفرجون على أوضاع تَـتَعـقّـد للأسف يوماً بعد يوم.
ثالثاً: ما لا يُـقْـبـل التأخّر بشأن تنفيذه: التفعيل الحتمي والآني لالتحاق كل الناجحين بمباريات الإقامة للتخصص بمختلف مراكز تكوينهم المستمر الاستشفائية.
فـلِـنَـجـاحِهم فرحةٌ غامرة، وتـنـكـيـسـهـا مَظلَمَة قاهرة.
رابعاً: اتقاءً للاحتراق الوظيفي تحت ضغط العمل المتواصل منذ أكثر من سنة، ندعوكم لإعادة إمكانية الاستفادة من العُطل الإدارية المُعَطلة، ولو استدعى الأمر معالجته حالة بحالة وبالتدريج والتقسيط، مع طرح إمكانية تعويضه براتب شهر إضافي لمن أراد رغبةً لا رهبة.
خامساً: في شأن العمل يوم السبت، ندعوكم للتراجع عنه نظراً لقدرة الأطر الصحية على رفع التحدي الوطني بمتابعة فصول التلقيح، الرائد فيها بلدنا دوليا، بكل عزم وإرادة، من خلال أيام العمل الخمسة القانونية من الاثنين إلى الجمعة، خاصةً مع توفر متقطع لجرعات اللقاح، وإمكانية طول وامتداد فترة عملية التطعيم لشهور أخرى، حيث يتوجب علينا جميعا المحافظة على صحة ونجاعة كل أطرنا الصحية، وأيضـاً من حيث أن حتـى قوائـم العامليـن يـوم السبت لم تُضْبَطْ بعد، من أجل تعويضٍ موعودٍ لم يُحَدّد بعـد.
الســيــد الــوزيـــر المـحـتــرم
لا نريد أن نُعطي لمراسلتنا هذه روح التشاؤم، ولكن نأمل في تحرككم على الفور بكل حزم وسرعة، لأن ما يمكن أن يقوم به الأطباء سيكون على أرض الواقـع لا على صفحات المواقـع لأننا وجدنا أنفسنا بين سنـدان التجـاهـل الحـكـومـي وواقـع يفـرض علينـا النـضـال.
ونقـول لمـن يحـاربـون حقــوق الطـبـيـب: اتـقــوا غـضـب الأطـبـاء فـصـبـرهـم قـد نـفـذ
وليـس بهـم مـن ضـعـف اللـهـم إلا اتـقـاء الـفـتـنـة والـتـريـث الـرزيـن.
وتـقـبـلـوا الـسـيـد الـوزيـر الـمـحـتـرم فـائـق احـتـرامـاتـنـا وتـقـديـرنـا
وكـلنـا ثقـة في تفاعلكـم في الوقـت المناسـب من أجـل منظـومتنا الصحيـة العموميـة.
عــــن المكــــــتــــــب الوطـــــنــــــي.