أخواتي الطبيبات إخواني الأطباء أعضاء اللجنة الإدارية
إن لقاءنا الأول هذا يأتي في ظرف يكتسي حساسية كبرى سواء من خلال توقيته أو ظرفيته و بالتالي حجم المسؤولية التي ستلقى عليه و على نتائجه كانطلاقة أو خطوة أولى في مسيرة الثلاث سنوات من عمر هذه اللجنة التي تشكلها مدتها الانتخابية.
إن المكتب الوطني و هو جزء لا يتجزأ من هاته اللجنة الإدارية يلمس حجم و خطورة المسؤولية الملقاة على عاتقه خلال هذه الدورة الانتخابية و هو الإحساس الذي يؤكد وجوب استشعاره من طرف باقي الأعضاء حتى يكون التناغم و التجاوب و التعاون هو الحاكم و المتحكم في الأعمال و اللقاءات و إنجازات لجنتنا.
إذ نقف على نقطة الانطلاقة و بين ظهرانينا نتاج ثلاث سنوات من أعمال اللجنة الإدارية السابقة بإيجابياتها سلبياتها ما نفذ منه و ما ترك علينا جميعا تمحصه من أجل انطلاقة وازنة و مستقرة مع تجاوز النواقص و تفادي المعيقات حتى لا نسقط في تكرار الأخطاء التي تسقط في السلبية.
كل هذا يجب أن يحفزنا على الانطلاق واضعين نصب أعيننا مبادئ النقابة و أسس تأسيسها فلا يعقل أن نفكر في إدارة النقابة و تطوير أعمالها و إشعاعها بما يتعارض مع فلسفة التأسيس و مبادئه و أهدافه بل و الحرص على تقويتها باعتبار أنها تشكل نبراس تميزنا عن ما يحيط بنا من منافسين و كائدين فلا يعقل أن نفكر في استراتيجيات العمل و نحن لا نؤمن باستقلاليتنا كأفراد و كلجنة و كأفكار, استقلالية تفتح الأفاق الكبرى أمام نظرتنا للأمور و ترفع بإرادتنا للفعل في غياب كل تدخل مكبل أو معرقل كل ذلك في إطار ديموقراطي حاضن يضمن للجميع حق التمثيل و التمثل حق الرأي و الاختلاف لكن مع استحضار حسن النية لا سوئها و سيادة الثقة المتبادلة لا انعدامها على اعتبار أنها مدخل أساسي لتطوير إطارنا و خدمة لمصلحة الطبيب المغربي بشتى فئاته و انتماءاته و تخصصاته دون تمييز أو تقزيم رغم خصوصية كل فئة من الفئات.
وجب هذا التذكير ليكون إضاءة ضرورية لانطلاق أعمالنا و تفعيل قراراتنا حتى نكرس نجاحا سطرنا بداياته و علينا مواصلة السير على خطاه و تلك مسؤوليتنا جميعا و أمانة وضعت على عاتقنا فهل سنكون أهلا لها ??
الأخوات الطبيبات الأخوة الأطباء
إننا مررنا من مرحلة البناء إلى مرحلة تصليب الذات التنظيمية و تجاوز اختلالات المرحلة السابقة من تهلهل تنظيمي, فعلا و صلنا إلى تأسيس ما يفوق 50 فرعا العدد التي لم تستطع أي نقابة تأسيسه إلا أن هذا لا يعكس الصورة الحقيقية التي نعكسها في الأعلام حيث أن مجموعة من الفروع لا توجد إلا بالاسم و ليس لها أي تواجد أو علاقة مع الأطباء في الإقليم و هناك فروع لا نعرف منها إلا اسم كاتبها العام إن ذهب تلاشى الفرع و إن قرر التخلي أو الانسحاب فان الفرع بأكمله ينسحب و هذا مخالف لفلسفة التأسيس ألا و هو قتل الزعيم بصفة نهائية بل أكدت فلسفة التأسيس على بناء نقابة المؤسسات عوض نقابة الأشخاص.
في المرحلة السابقة قررنا في ثاني دورة العمل باللجان الوظيفية إلا أنه نظرا لأكرا هات الحركة الاحتجاجية و ضغط البناء التنظيمي و قلة التجربة في بعض الأحيان جعلتنا لم نصل إلى ما سطرناه لذا علينا أن نؤكد في مرحلتنا هاته على الهيكلة التنظيمية أفقيا و عموديا لتجاوز كل الهفوات من خلال متابعة المكاتب المحلية و تأطيرها و محاسبتها و دفع هاته المكاتب على الانفتاح على المجتمع المدني محليا و تسريع وتيرة تأسيس المكاتب الجهوية مع برمجة التكوين المستمر و الموائد المستديرة باسم النقابة و تنظيم حملات و قوافل طبية محلية لإعطاء أو محو الصورة الذي يحاول الأعلام رسمها علينا بأننا نقابة الإضرابات فقط و إنما نقابة تفكر في توعية المواطن و تحسيسه, كذلك العمل على هيكلة اللجنة الإدارية بتشكيل لجان وظيفية تتكلف ببعض الملفات على سبيل الذكر الشؤون الاجتماعية التوثيق و التأطير و التكوين المستمر….. الخ مع ضرورة إشراك أعضاء المكاتب المحلية حتى يصبح كل المكتب مخاطبا و مسئولا.
يأتي لقاءنا هذا في بدايات السنة الاجتماعية و الساحة المحيطة بنا سواء صحيا أو نقابيا تشهد عدة مستجدات قبل أن نوردها وجب التذكير بوضعنا الداخلي و الذي شهد ركودا و جمودا منذ مؤتمرنا الأول الناجح فرضته ظروف العطلة الصيفية و ما تشهده من عدم استقرار للأطباء تلاها الدخول المدرسي ليليه شهر رمضان ا لأبرك الشيء الذي حتم علينا عقد هذا اللقاء في هدا التوقيت بالضبط رغم صعوبته لخصوصيات هذا الشهر و ذلك لضرورة تجاوز هذا الجمود و ضرورة إعادة الروح لهياكل فروعنا و استجابة لنداءات و مناشدات الأطباء بمختلف المواقع فخلال الثلاثة الأشهر المنصرمة لم تشهد الفروع لقاءات و أنشطة مما قد يكون أثر على هيكلتنا مما يفرض علينا إعادة الوقوف عليها من أجل تجديد المكاتب التي استوفت دورتها و تنشيطا للمكاتب الفاترة و محاولة لإكمال الهيكلة بالمواقع التي لا زالت لم تهيكل.
وجبت الإشارة أنه خلال هذه المدة الفاصلة بين المؤتمر و لقاء لجنتنا الإدارية هاته عقد المكتب الوطني لقاء يمكن اعتباره تآلفيا خط فيه نظرته للمستقبل و كان مناسبة لجمع الوثائق المكونة للملف القانوني الذي تم وضعه لذا السلطات المختصة في الفترة القانونية و إلى يومنا هذا لم نتوصل بعد بالوصل النهائي.
كما شهدت هذه الفترة مشاركة النقابة في حملة التضامن مع الشعب اللبناني من خلال المسيرة الوطنية بمدينة البيضاء رغم ضعف حضورنا و من خلال مشاركة عدد من الأطباء في ثلاثة أفواج قامت بزيارة للبنان ميدانيا و تقديم العون و المساعدة الطبية للمنكوبين و هي المشاركة التي يجب الوقوف عندها و مناقشتها تنظيما و تمثيلا و مشاركة.
أما على المستوى الصحي فيمكن إجمال المستجدات خلال هذه الفترة في النقط التالية :
* استمرار بعض المندوبين و المدراء في استفزاز الأطباء و الاجتهاد السلبي في تحريك المساطر المغرضة سواء للاقتطاع أو التأديب بل و في أحايين المس بكرامة الطبيب و لنا في مناديب سيدي قاسم أكادير العيون ………الخ
* الإعلان عن لائحة الانتقالات و ما حملته من محدودية للعدد و تغييب لعدد من المناطق و الأقاليم و بالتالي عدم استفادة عدد كبير من الأطباء ممن لهم الأحقية في الانتقال و نخص بالذكر مناضلينا دون الحديث عن تغييبنا مجددا في اللجنة الوزارية الخاصة.
* عقد الوزارة لسلسلة من اللقاءات مع المركزيات النقابية حول اللجنة الوطنية للأعمال الاجتماعية مغيبة ممثلي الأطباء مجددا و هو مجال وجب الوقوف عنده لما يحمله من حساسية و مجال جد حيوي للعمل.
* إعلان الوزارة عن موعد إجراء امتحانات الترقية لسنتين متتاليتين مع عدم برمجة سنة 2004 و قد راسلنا الوزارة قبل المؤتمر لبرمجة هاته المباراة و هنا يجب أن نطرح علامة استفهام عن خلفية هاته البرمجة حتى بالنسبة لأطباء خارج الإطار رغم تأكيدنا المبدئي و المتكرر على أحقية جميع الأطباء و في مختلف الوزارات في اجتياز هاته المباراة.
* إعلان الحكومة عن إجراء انتخابات الهيأة الوطنية و حددت تاريخ 26شتنبر كآخر موعد للترشيح للمكتب الوطني مع تأجيل الانتخابات الجهوية في ما بعد مسألة وجب الحسم فيها في ظل المستجدات المحيطة بها.
* فيما يخص المحيط النقابي فالجديد هو الانشقاق الذي حصل في إحدى المركزيات و قد مس بالأساس قطاعها الصحي و بالتالي يجب مناقشة الفرص السانحة التي يخولها لنا هذا الانفصال.
كما لا ننسى أن نذكر بأجراء الانتخابات الجزئية التشريعية و التي لم نشارك فيها و تركنا المجال مفتوحا أمام ناخبينا بشكل غير مباشر للتصويت حسب ميولا تهم و رغباتهم.
إخواني الأطباء أخواتي الطبيبات أعضاء اللجنة الإدارية
إننا بتقريرنا هدا نحاول قدر الأمكان أن نضع قطار اللجنة في سكته الحقيقية لنحدد انطلاقة جادة واضحة المعالم لمسار نقابتنا واعين الظرف و المحيط و مجسدين الصدق و المسؤولية احتراما و إيمانا للأمانة الملقاة على عاتقنا.