عقد المكتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام لقاءً لتقييم المرحلة الأولى من معركتنا النضالية ولتدارس الوضعية الحرجة التي أصبح يعيشها قطاع الصحة بصفة عامة ووضعية الطبيب بصفة خاصة، ولِدَقِّ ناقوس الخطر بعد أن أصبحت المنظومة الصحية بِرُمَّتِها مهدّدة بالسكتة القلبية نتيجة السياسة الارتجالية المُتَّبَعَة وتعَنُّت وزير الصحة بصفتِه المسؤول الأول دُستورياً وسياسياً على ما آل إليه الوضع الصحي بمغربنا العزيز.
إن المكتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام سجّل بارتياح كبير، انخراط الأطباء، الصيادلة وجراحي الأسنان بكل تلقائية في إضراب 28 شتنبر الماضي، الذي عرف نسبة مشاركة قياسية بلغت 90% في جل المندوبيات والمديريات الجهوية لوزارة الصحة، كما يُحيِّي عالياً ويُسَجِلُ بكل فخرٍ واعتزاز نجاح الإضراب الوطني ليوم الإثنين 16 أكتوبر 2017، حيث فاقت نسبة المشاركة 93 % في جل الأقاليم والجهات، وأكثر من 6000 مشارك في الوقفة الاحتجاجية الوطنية أمام وزارة الصحة بالرباط، هاتين المحطتين التي دعت إليهما النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام و التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب وبمشاركة فعّالةٍ من اللجنة الوطنية للمقيمين والداخليين.
إن مشاركة جحافل من طلبة الطب، أطباء، صيادلة، جراحي الأسنان، مقيمين وداخليين، في تَجَلي راقيٍ وفريدٍ لوحدة الجسم الطبي، و كذا مساندة نقابة التعليم العالي بمكاتبها السبعة، والجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، والتجمّعين النقابيين الوطنيين للأطباء الأخصّائيين والأطباء العامّين بالقطاع الخاص،لـهـو أكبر دليلٍ على حالة الغليان والاحتقان الذي أوصلنا إليه استخفاف وسياسة التسويف التي تنهجها وزارة الصحة في التعاطي مع مطالبنا المشروعة.
إننا في النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، كُنا ولا زلنا، نقابة مواطنةٍ، نحمل على عاتِقِنا همَّ صحة المواطن المغربي أولاً وهُمُومَ الأطباء ثانياً، فلم يُسَجَّل علينا في أي وقتٍ من الأوقات، رفْضَنا للحوار وكُنّا دائماً سبَّاقينَ إليهِ، لكِنَّنَا نرفضُ سياسة التسويف والمماطلة والمغالطة التي تنهجُهَا وزارة الصحة وأُسْلُوب الحوارِ العقِيم و الالتفاف حوْلَ المُقاربة التشَارُكية والهُرُوب إلى الأَمَام بمُحَاولة فرْض أولويات الحوار بقرارات فرْدِيَّة فوقية دون اتفاق مسبقٍ لاَ تسْتَجيبُ للحدِّ الأدنَى من مطالبنا وهُنا لا يفُوتُنا أن نُوَضِّح للرأي العَام الوطني و المنابر الإعلامية الشريفة حجْمَ التغْلِيط وَتزْييفِ الحَقائق التي تسْتَعْمِله وزارة الصحَّة في بلَاغاتِها وَذلك بادعاء أن نقابتنا المُنَاضلة وافقَت على مُخْرَجات الحِوار الاجتماعي وَهُو ادعاءيٌفقد وزارة الصحة كلَّ مِصداقية، حيث عبَّرنا في كل اللقاءات التي جمعتنا بالوزارة و بِوُضُوحٍ عن :
– رفضُنا التَّام لاتفاق يوليوز 2011، الذي لم نُوَقع عليه في حينه، و كذا عدم قُبُولِنا لأي حوارٍ يضَعُ هذا الاتفاق كمرجعية للنقاش.
– تشَبُّتَنا بمطلبنا الرئيسي بتخويل الرقم الاستدلالي 509 بكامل تعويضاته كمدخل للمعادلة و رفضنا المطلق لأي اتفاق لا يتضمن هذا المطلب.
– رفضنا لاقتراح الوزارة المتمثل في: الرقم الاستدلالي 509 بدون تعويضات وفارغ من مُحتواه.
– استنكارنا لتغْييب وزارة الصحة لباقي مطالبنا من أولويات الحوار خصوصاً إضافة درجتين بعد خارج الإطار و الزيادة في مناصب الداخلية و الإقامة.
إننا داخل النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام نستغرب هَوْلَ المُغالطات التي تستعملها وزارة الصحة وتَنَكُرَهَا الدَّائم للالتزام بِتَعَهُداتِها واتفاقاتها، وفي هذا الإطار نُسجِّل قرار وزارة الصحة الأٌحادي و الغير قانوني بتغيير صيغة تعيين طلبة الطب بالسنة السابعة و الزج بهم في سد الخصاص بالمناطق النائية رغم أنهم في فترة تكوين دون الرجوع إلى التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب في ضرب صارخ لالتزامها بإشراك التنسيقية سابقة الذكر في أي مشروع أو قرار يخص طلبة الطب.
أمام كل هاته التطورات و نظراً للظروف المُزْرِية للمُمَارسة الطبية والنقص الكبير في المُعدات الطبية والبيو طبية والخصاص الحاد في عدد الأطباء التي تعرفها جُلُ المؤسسات الصحية وغياب الحد الادنى من الشروط العلمية لعلاج المواطن المغربي، ونظراً لاستخفاف وزارة الصحة ومن خِلالها الحكومة المغربية بحالة الغليان التي يعرفها الجسم الطبي بمُختلف مكوناته وفئاته قرر المكتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام انطلاق المرحلة الثانية من معركتنا النضالية التصعيدية وذلك ب :
– وقفة مع مسيرة وطنية احتجاجيةانطلاقا من وزارة الصحة إلى البرلمان تحت شعار “نكون او لا نكون” يحدد تاريخها بعد التنسيق مع شركاءنا في النضال .
– اضراب وطني يوم الأربعاء فاتح نونبر 2017 بكل المؤسسات الصحية باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات وتسطير برنامج إضرابات تصاعدية خلال المجلس الوطني .
– حمل الشارة السوداء 509 طيلة أيام الاسبوع بالمؤسسات الصحية .
– التوقف عن استعمال الخواتيم الطبية بداية من يوم الاثنين 23 أكتوبر 2017.
– وقفات احتجاجية جهوية سيُعلن عن برنامجها من خلال بياناتٍ جهوية بعد التنسيقِ مع شُركائنا في النضال.
– الدعوة إلى عقد اجتماع استثنائي للجنة الإدارية والمجلس الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام يوم 28 أكتوبر 2017.
– دعوة كل الفروع إلى عقد جموع عامة للتعبئة لمحطاتنا النضالية ودراسة الوضعية الحالية للممارسة الطبية بكل إقليم في أفق إطلاق مرحلة فرض الشروط العلمية في أقرب الآجال.
– دعوة وزارة الصحة إلى الاستجابة القريبَة إلى طلبنا لحوار عاجل و مسؤول دون شروط مسبقة.
– عقد لقاءات مع مُخْتَلف الفرق البرلمانية للتعريف بقضيتنا ولقاءات للتنسيق مع شركائنا في النضال.
أيها الأطباء، الصيادلة و جراحي الأسنان، إننا في مرحلة مِفْصَلية من تاريخ الطبيب المغربي عُنوانها استرجاع الكرامة أولاً و تحتاج منا النفس الطويل فلا تنازُلَ و لا استسلام، فمزيداً من الصبر والحكمة و مزيداً من النضال حتى تحقيق ملفنا المطلبي والعمل على رصِّ الصُفُوف والحذَر مِن كل ما يُحاك ضدنا و كل المناورات و الإشاعات التي يُرَوِّجُها أعداء الطبيب.
وعاشـــت النقابـــة المستقلـــة لأطبـــاء القطـــاع العـــام مناضــلة، مستقـلة وجامـعة.
عــــــن المكــــــتـــــــــب الوطـــــنـــــــــي